القائمة الرئيسية

الصفحات

الشكر للجميع في زمن كورونا بقلم الحسين أولودي

بقلم – الحسين اولودي – الشكر للجميع في زمن كورونا ..لا ننظر للجزء الفارغ من الكأس فقط !

بقلم – الحسين اولودي – الشكر للجميع في زمن كورونا ..لا ننظر للجزء الفارغ من الكأس فقط
قبل الخوض في تفاصيل ما أثار جدلا واسعا يوم أمس ،أود أن أشير إلى ان وزارة الداخلية قد فتحت تحقيقا في موضوع السلوكيات التي أقدم عليها بعض رجال السلطة خلال تأديتهم لمهامهم .هذا من جهة ، ومن جهة ثانية لكل واحد من موقعه أتقدم بجزيل الشكر و التقدير ،ليس جبرا لخاطر أحد و لا مدحا في أحد ،بل هي قناعة تامة مع الاحتفاظ بنسبية صحتها أو مجانبتها للصواب حسب كل شخص لاختلاف زوايا نظرنا للأحداث والمواقف، فخلال 24 ساعة الماضية ومع تزايد حالات الإصابة الحالات التي اقعدها فيروس covid19 في أسرة أغلب مستشفيات جهات المملكة ،كثر الحديث عن سلوكيات.


وصفت على لسان البعض "أنها إهانة " -سلوكيات- بعض رجال السلطة خاصة ما تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي من "صفع " و "ركل " و" صراخ في بعض الأحيان "وصولا إلى الخطأ في طريقة توزيع رخصة التنقل الاستثنائية من قبل بعض أعوان السلطة-في مشهد يحبس الأنفاس ربما وجد فيه الفيروس ظالته لينتقل إلى العشرات دون علمهم ،الى غيرها....لكن اليوم وفي عز هاته الأزمة التي أرعبت الكبير قبل الصغير وأخضعت الاقتصاديات العظمى و الأنظمة التي تزعم قيادة العالم قبل الدول السائرة في طور النمو، في عز هاته الأزمة التي أربكت جميع السيناريوهات في الساحة الدولية وعرت عن هشاشة أسس تكثلات بالأمس القريب يضرب بها المثل في عصر أقل ما يمكن القول عنه أنه عصر العلم و الحداثة و التطور و إرساء الديمقراطية وقيم الانسانية العدالة الاجتماعية ...في عز هاته الأزمة عندنا في هذا البلد السعيد اكتشفنا بعد دخول حالة الطوارئ الصحية حيز التنفيذ أننا أمام صنفين إثنين لأبناء جلدتنا ممن وكلت لهم مهام الحفاظ على الأمن العام و ضمان السلامة الصحية لعموم المواطنين ومحاربة شتى أشكال الخروج عن القانون أو استغلال هاته الظرفية للاحتكار أو ابتزاز المواطن البسيط وتركه بين أنياب تجار المآسي ...قلت أن وسط كل هذه الأوضاع اكتشفنا معدن نساء و رجال أبانوا علو كعبهم، من خلال طرق تدخلهم ومحاورتهم ومخاطبتهم للمواطنين في مواقف مختلفة نذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر (رجل الامنوالذي يدرف الدموع مخاطبا سكان دائرة عمله خوفا عليهم و قائدة في قمة التواضع مخاطبة الأمهات وصاحب عربة مجرورة و طفل لم يعي بعد ولم يستوعب بعد ماذا يقع أمامه من إجراءات شلت حركته وألزمته البيت ومتابعة دروسه عن بعد ، و قائدة أخرى أفلحت في إيصال رسالتها و إنذاراتها في نفس الوقت لمجموعة من تجار القرب دون الصراخ في وجهم أو توجيه لكمات لهم ،و قائد في قمة الروعة و اسلوب حديثه الهادئ مع مواطن دون مأوى بأكادير و قائد في إنسانيته وتكفله بسومة كراء بيت لمواطنة وآخر تكفل بدفع نفس السومة الكرائية لمواطنين جزائريين ،و قائد فصيح اللسان مخاطبا إخواننا من جنوب الصحراء و رجال أمن يحيون سكان حي بالبيضاء على التزامهم بيوتهم، و عون سلطة تحلى بالصبر وتنقل بين أزقة الحي لتوزيع " رخص التنقل الاستثنائية " ..إلى غيرها من المواقف التي أثلجت صدور عموم المواطنين في القرى والحواضر الكبرى ) و في المقابل لا ننكر أننا شاهدنا جميعا مقاطع وثقت لسلوكيات اقل ما يمكن القول عنها أنها مرفوضة وغير مقبولة بغض النظر عن ما اقترفه من وجهت له الركلات أو الصفعات أو الصراخ المبالغ فيه ،في حين يمكن تقويم إعوجاجه أو عدم امتثاله واحترامه للقانون بتطبيق المساطر القانونية بتفان وظبط للنفس و إتزان في الكلام دون إظهار الغضب المذموم-ونعرف جيدا حجم الضغوط التي يتعرضون لها كان الله في عونهم جميعا- لكن لا يجب أن يبرر الخطأ بالخطأ خاصة أمام عدسات كاميرات تصور هنا وهناك لأحداث ستبقى للتاريخ خالدة في زمن جائة كورونا ...ورغم كل هذا فلا ضير في ذلك لأن معدل تلك السلوكيات لم يشكل إلا الحلقة الأضعف في عموم التدخلات بربوع المملكة...وهنا وجب إعادة التنويه بجهود و مجهودات كل الساهريين على إنقاذ ما يمكن إنقاده وتجنب الأسوأ في وطننا الغالي، وجب الشكر و التقدير لعموم الأجهزة الطبية، والتعليمية والأمنية (الدرك ،الشرطة،القوات المسلحة و القوات المساعدة و الوقاية المدنية.. )و قطاع النظافة و الصحافي المكافح من أجل نقل الحقيقة و التاجر الساهر على توفير المواد الأساسية دون احتكار و السائق الذي يقطع الأميال لإمداد السوق بضروريات المعيشة اليومي ..وجب الشكر كذلك لفئة المتطوعين من شباب و شياب هذا الوطن وللهيئات المدنية الواعية بدقة المرحلة ومساهمتها بجانب السلطة المحلية وعموم المحسنين ممن تضامنوا وساعدوا بقليل أو كثير لتجاوز" محنة الوطن "وجب شكر الجميع دون إستثناء كل من موقعه مع حق التحفظ بطبيعة الحال على كل سلوك يسئ للعمل النبيل الذي يقوم به كل هؤلاء الأبطال ليل نهار خدمة للصالح العام و إيمانا بمبدأ التعاون لمواجهة هذا الوباء الفتاك...واريد الختم بأن سنة الحياة تفرض علينا الرؤية بالعين الثاقبة وضبط النفس وعدم التسرع في الحكم على الأشياء حين وقوعهاخاصة في مثل هذه الظروف الحالكة، لأننا في الأخير بشر نصيب و نخطأ وهي قاعدة في جميع المجتمعات وفي جميع مناحي الحياة دائما فينا " الصالح و الطالح "و في ثقافتنا الشعبية نردد دائما " بنادم طوب وحجر " فيا أبناء وطني لنلتزم بالحجر الصحي ونلزم بيوتنا جميعا ونتفاءل بغد أفضل بعد هذا المخاض الذي نمر منه بسبب فيروس كورونا والذي حصد ما يزيد عن العشرين روحا لحدود كتابة هذه السطور.

تعليقات